تعود
فكرة التعلم المنتشر إلى أواخر ثمانينيات القرن العشرين، عندما استخدم مارك ويزر Mark
Weiser،
الباحث في زيروكس Xerox،
مصطلح "الحوسبة المنتشرة Ubiquitous Computing"؛ للإشارة إلى تواجد
أجهزة الكمبيوتر في كل مناحي الحياة، فهي حولنا في كل مكان، أينما نذهب، ونحن منغمسون
في بيئة كمبيوترية (محوسبة).
كل شيء
حولنا محوسب، ويعمل بالمعالجات الدقيقة Microprocessors، فلم يعد تقتصر الأمر على
أجهزة الكمبيوتر المعهودة، التي تتكون من صندوق وحدة المعالجة المركزية، وشاشة، ولوحة
مفاتيح، وفأرة إلكترونية، بل أصبح كثير من الأجهزة والمعدات تعمل بالمعالجات الدقيقة،
بما في ذلك الأجهزة التي تستخدم في التعليم، بدءاً من الكمبيوتر بشكله المعروف، إلى
التليفونات المحمولة، وكاميرات التصوير الرقمية، وجهاز المساعدات الرقمية الشخصي Personal
Digital Assistant (PDAs)،
وجهاز قراءة الكتب الإلكترونية eBook، كله أصبح يعمل بالمعالجات الدقيقة، وهذا سيجعل
الكمبيوتر بشكله المعروف سوف يختفي.
ويعتبر
التعلم المنتشر أكثر من مجرد طريقة جديدة للتعليم والتعلم، فهو يمثل رؤية للتعلم الذى
يحدث ليس فقط في الحجرات الدراسية ولكن في: المنزل، ومكان العمل، والملعب، والمكتبة،
والمتحف، وتفاعلاتنا اليومية مع الآخرين. ويعتبر أيضا التعلم المنتشر توسيعاً وامتداداً
في فكرة الحاسب المنتشر وهذا المصطلح يصف الوجود النافذ لأجهزة الحاسب في تعلمنا، ويساعد
التعلم المنتشر في تكوين بنية معرفية تعليمية جديدة أصبحت ممكنة بواسطة موفري الوسائط
المتعددة بحيث أصبح استخدام ادوات التعلم المنتشر
الالكترونية وبرامج بث ونشر التعلم المنتشر، وإنشاء دروس التعلم المنتشر الكترونيا
،عمل مشاركة التعلم المنتشر الكترونيا، نشر التعلم المنتشر الكترونيا.
من
أهم خصائص التعلم المنتشر الفاعلية والتي تعني قدرة المتعلم على التحكم في عناصر
أي برنامج تعليمي متعدد الوسائط والتفاعل مع هذه العناصر تفاعلاً نشطاً إيجابياً.
وقد وفر نظام التعليم المنتشر بيئة تدعم التعلم الطلابي
باستخدام الوسائط الرقمية في بيئة موزعة جغرافيـا ومن عناصر هذا النظام:
1-
نظام منتــج
المحتوى.
2-
نظام موفــر
الخدمة.
3-
نظام مستهـلك
المحتوى.(خميس،2011).
بيئة التعلم المنتشر:
تتكون
بيئة التعلم المنتشر من كيانات تعليمية وأجهزة محمولة مختلفة متصلة معا لاسلكيا في
فضاء منتشر يتفاعل معه المتعلم ، وتتكون الكيانات التعليمية من : (المعالجات
الدقيقة، والخادم ، التكنولوجيا اللاسلكية، أجهزة الحساسات).
شكل يوضح بيئة التعلم المنتشر وكيفية
انتشارها (محمد عطية خميس)
الخصائص الرئيسة للتعلم المنتشر:
وخصائص
التعلم المنتشر هي ذاتها خصائص التعلم الإلكتروني وهي:(الدوام والثبات، وإمكانية
الوصول، والفورية، والتفاعلية والأنشطة التعليمية المتعددة ،وقابلية التكيف).
ويمكن
توضيحها في الآتي :
1.الدوام
والثبات : لا يمكن أن يفقد الطلاب عملهم أبداً
إذا لم يقوموا بمسحه عن قصد، بالإضافة إلى
ذلك يتم تسجيل كل عمليات التعلم التي يقوم بها الطلاب باستمرار كل يوم
2. إمكانية
الوصول : يمكن أن يصل الطلاب إلى وثائقهم
التعليمية من أى مكان، والمعلومات التي توفر لهم تتم وفق احتياجاتهم وقدراتهم ومن ثم
يكون التعلم موجهاً ذاتياً
3.الفورية
: وهى إمكانية حصول الطلاب على المعلومات في الحال أينما كانوا ، وبناءً على ذلك يستطيع
الطلاب التوصل لحل مشكلاتهم التعليمية بسرعة، كما يمكن للطلاب تسجيل أسئلتهم والبحث
عن إجابتها بعد ذلك
4.التفاعلية
: حيث يمكن أن يتفاعل الطلاب مع الخبراء، والمعلمين أو الأقران في شكل الاتصال المتزامن
أو اللا متزامن ، وبناءً على ذلك يمكن الاتصال
مع الخبراء والتفاعل الإيجابي معهم، الأمر الذى يتيح لهم المعرفة التي يريدونها بشكل
كبير
5.الأنشطة
التعليمية: حيث يمكن دمج أنشطة التعلم وترسيخها في حياتنا اليومية، فالمشكلات التي
نواجهها والمعرفة المطلوب تعلمها كل ذلك يكون مقدماً بطبيعته وبالأشكال الحقيقية الأصلية،
وقد يساعد ذلك على تعلم الطلاب بصورة جيدة
6. قابلية
التكيف: حيث يمكن للطلاب الحصول على المعلومات الصحيحة بالطرق المناسبة لهم في الوقت
المناسب وبصورة صحيحة، بالإضافة إلى ذلك يمكن للتعلم المنتشر أن يساعد في تكوين بيئات
تركز على العملية الاجتماعية المعرفية الخاصة ببناء المعرفة الاجتماعية والمشاركة فيها. (عبد المجيد،2011)
شكل التفاعل بين الطالب والنظام:
يقوم الطالب بالدخول على النظام أو الكيان
التعليمي وملاحظته ويقوم النظام بتسجيل حضور الطالب ويتم تبادل وإرسال
البيانات(صور ، نصوص ، صوت ...الخ) ويوجد اختبارات قصيرة بإرسالها لجهاز الطالب
وتستقبل خوادم النظام الإجابة الخاصة بالطالب ويتم تحليل النتائج عن طريق وحدة
الاستراتيجيات ويتم التعزيز إذا لزم الأمر. (
عبد الهادي، 2008)
شكل يوضح الاتصال بين الكيانات
والأجهزة
مراحل التفاعل:
1-
دخول الطالب الكيان أو النظام.
2-
إرسال المعلومات إلى الطالب.
3-
النظام يحلل إجابات الطالب بمساعدة
الخادم الخاص ببيئة التعلم المنتشر.
4-
تعاد هذه المعلومات إلى الكيانات الأخرى في
الفضاء المنتشر مثلا فهم الطالب 7/10.
5-
عند دخول الطالب
لكيان أو نظام آخر يكون على علم بنتيجته السابقة ويقوم النظام بشرح ما تبقى من
النقاط العشرة للطالب. ( عبد الهادي، 2008)
أبرز نوافذ التعلم
المنتشر:
·
نافذة المدخلات.
·
نافذة المصادقة.
·
نافذة التوزيع.
·
نافذة المراقبة.
·
نافذة التجميع.
·
نافذة وضع الدرجات.
·
نافذة الاستقصاء
والبحث.(عبد المجيد،2011)
أبرز أنواع وأساليب
التعلم المنتشر:
1- التعلم المتزامن.
2- التعلم الغير متزامن.
3- التعلم الخليط أو المختلط.
مهارات وخطوات ضرورية وأساسية للتعامل مع التعلم المنتشر:
·
استخدام ادوات التعلم الإلكتروني المنتشر.
·
القدرة على التعامل مع برامج بث ونشر الدروس
التعليمية الالكترونية.
·
كيفية انشاء دروس التعلم الإلكتروني المنتشر.
·
كيفية عمل مشاركة التعلم الإلكتروني المنتشر.
·
نشر التعلم الإلكتروني المنتشر.
·
دمج التعلم المنتشر الى صفحة الفيسبوك.
·
ربط ملف RSS بالتعليم المنتشر.
·
بث وتشغيل البودكاست Podcast بالتعليم المنتشر.
·
إدارة ملفات الوسائط المتعددة ونشرها كنموذج
لنشر وبث الوسائط.
·
خبرة ببرامج الأوفيس.
·
وجود حاسب آلي أو هاتف ذكي.
رأي الدارسة:
من
وجهة نظري أرى أن التعلم المنتشر نوع من أنواع التعلم الإلكتروني الجيدة
والفعالة ويخدم ويُشبع فئة تعليمية من
المتعلمين ولكنه يعتمد تقنيات عالية واحترافية ،وفيه يشارك الطلاب في الجوانب التعليمية
التي تكون متصلة بأي مكان في الحياة اليومية، وذلك من خلال قيام النظام بتوفير جوانب
تعليمية مناسبة في المكان والزمان المناسبين، وكل طالب يتفاعل مع الكثير من الأجهزة
المدمجة، وهذا النظام يمكن الطلاب من التعلم في أي وقت وفي أي مكان، ولكن القضية الأساسية
في هذا النظام هو كيفية توفير المعلومات الصحيحة، والمناسبة للطلاب في الوقت المناسب
وبالطريقة الصحيحة.
ومن
وجهة نظري أنَّ أهم مميزات هذا النظام الغير نمطي أنه يسمح هذا النظام بدعم الطلاب
بمدخل إلكتروني يتميز بالأصالة، والرقابة والاستقصاء ووضع الدرجات وتدعيم جلسات التعلم
القائمة على تعدد المشاركين وتنوعهم، حيث يوفر النظام واجهة سهلة الاستخدام وبالتالي
يتم دفع الطلاب إلى استخدامها. وتطوير بيئة التعلم المنتشر بضم مميزات التعلم التكيفي
من خلال مزايا أجهزة الحاسب المنتشرة، ومرونة أجهزة الحاسب النقالة، ومن ثم يكون لدى
الطلاب حرية للتعلم من خلال بيئة تعلم مرنة تقدم إمكانية التكيف مع حاجاتهم الفردية.
أهم الـمـراجع:
·
زغلول ، شيماء محمد(2012) . نموذج مقترح قائم على التعلم المنتشر
لتدريس طلاب الدراسات لعليا تخصص تكنولوجيا التعليم وفقا لاحتياجاتهم التعليمية .
رسالة ماجستير ، كلية التربية ، جامعة حلون : القاهرة.
·
د محمد محمد عبد الهادي(2008) من تكنولوجيا
التعلم الالكتروني الى تكنولوجيا التعلم المنتشر. أستاذ تكنولوجيا التعليم المشارك
بجامعتي الازهر والملك خالد .
·
محمد عطية خميس، من تكنولوجيا التعليم الإلكتروني إلى تكنولوجيا
التعلم المنتشر .
·
د. أحمد عبدالمجيد (2011 ) التعلم المنتشر الرابط:
http://altadreeb.net/articleDetails.php?id=319&issueNo=12
No comments:
Post a Comment